في السهرة الختامية لمهرجان الحمامات:عرض » تخيل.. » لكريم الثليبي وختامها مسك

رضوان عيادي ـ 3اوت 2024 ـ الحمامات
« ….أنت تقابل الناس في مكتبك، تحدثهم وتحلل ماضيهم وأحلامهم. بينما أنا أعطيهم الشجاعة أن يحلموا من جديد، أنا أدعوهم لإعادة تمثيل المواقف المؤثرة في حياتهم، ومن ثم تجميع الأجزاء المبعثرة وإعادة ربطها من جديد » هكذا كان رد جاكوب ليفي مورينو مؤسس السيكودراما أو ما يعرف بـ: الدراما النفسية، عندما سئل عما يفعله مع مرضاه.( اقتباس/ شيماء علي).
يبدو أن هذا ما حصل في ليلة صيفية طغت عليها نسمات بحرية أضفت طاقة ايجابية على الجمهور الحاضر ليلة السبت 3 أوت 2024 في مسرح الحمامات ضمن سهرة إختتام الدورة 58 للمهرجان الدولي بالحمامات،
فالجمهور الذي حضر عرض السيكودراما الموسيقية » تخيل.. » من تأليف الموسيقي كريم الثليبي وإخراج المسرحي وليد الدغسني بمرافقة الأوركسترا السيمفوني بقيادة محمد بوسلامة عاش لحوالي ساعتين في قطيعة مع الواقع سافر مع المقطوعات الموسيقية المختلفة الى فضاءات أخرى أدواتها الموسيقى وتركت حرية اختيار الكلمات لكل متلق حسب درجات الصراع الداخلية التي تتملكه.
عرض » تخيل.. » المستوحى من رواية محسن بن نفيسة « غدا يوم القيامة »، وبالشراكة مع مسرح الأوبرا، جمع بين مختلف عناصر الفرجة: الموسيقى بأداء الأوركسترا السيمفونية، الكوريغرافيا لعبد القادر دريحلي والسينما من تنفيذ المخرج عبد الحميد بوشناق وأداء للمتميزة فوزية بدر والمسرح من خلال رؤية لوليد الدغسني. حاول من خلاله كريم الثليبي سبر أغوار أمّ ضاقت ألم الفقد وما خلفه ذلك من صراع داخلي ترجمته موسيقيا مجموعة الفنانين على غرار هيثم الحذيري، ومحمد علي شبيل وسيرين هرابي وصابر الرضواني إضافة إلى الفنانة الفلسطينية ناي البرغوثي، وبمرافقة عازف الناي حسين بن ميلود وعازف الكمان زياد الزواري وغيرهم من أفراد الفرقة.
ولأن السيكودراما » ترتكز على مبدأ انتقال الإنسان من مكانه الطبيعي الذي يقيم فيه إلى مكان علاجي يستوجب إعادة بناء الحياة وتصميم مساحة يمكن أن يؤدي فيها المريض أدواره بنفس الطريقة التي تحدث في الواقع »، فقد كان مسرح الحمامات فضاء مجهزا للعلاج والموسيقى وسيلة لإخراج مكامن النفس والمشاعر المختلطة أراد من خلالها كريم ثليبي وهو الباحث في عالم الموسيقى والذي آمن بمشروعه مع ثلة من أصدقاءه أن يقدم أول سيكودراما موسيقية في تونس والوطن العربي،
الموسيقى ليست مجرد وسيلة للترفيه والتسلية،
كريم الثليبي وخلال الندوة الصحفية أكد على ان اللغة الموسيقية لها قدرة على تصوير حالاتنا الانفعالية وفي أحيان كثيرة نجد أنفسنا لسنا محتاجين الى الكلمة للتعبير بما ان الموسيقى لغة بحد ذاتها تغنينا عن كل الكلمات،
وعن تصنيفه كمؤسس لسيكودراما في تونس وهل يمكن ان يشكل ذلك عائقا اما التطرق الى مواضيع موسيقية أخرى أجاب الثليبي ان هناك مشاريع مستقبلية مع نفس الفريق ضمن رحلة البحث التي انطلق فيها لسبر أغوار الموروث الموسيقي ولم لا تأسيس نمط موسيقي خاص به.
فلسطين الوجع الأكبر كانت حاضرة
وفي توليفة خاصة بمهرجان الحمامات وقف الجمهور إحتراما وإجلال لفلسطين والشعب الفلسطيني وهو يرى علم فلسطين يرفرف على إيقاع ديو بين ناي البرغوثي وصابر الرضواني أديا فيه أغنية اختلط فيه الموروث الفلسطينية والموروث التونسي في نوع من الالتحام الموسيقي الذي يعكس تمسك تونس بالحق الذي يأبى النسيان.
يذكر أنه وبإنتهاء عرض » تخيل.. » أسدل الستار على الدورة 58 للمهرجان الدولي بالحمامات إثر برمجة إستمرت لحوالي شهر لاقت الاستحسان والإشادة في أغلبها لدى المتابعين من الجمهور والمختصين حافظ فيها الحمامات على طابعه المميز طيلة ستين سنة من عمر المهرجان.